تغلب على مخاوفك من التمارين الرياضية واللياقة البدنية
تغلب على مخاوفك من التمارين الرياضية واللياقة البدنية
هل سيكون شيئاً عادي أن تكون كارهاً للتمارين الرياضية؟
ليس شيئاً يدعو للفخر به أن تعترف بذلك لأصدقائك وزملائك. ستجد أنه من
الأشياء الصعبة أن تعترف بكرهك للمارسة الرياضة. ستجد صعوبة في التصريح
بذلك وسيكون من الأٍسهل أن تتلقى الضرب المبرح من أن تعترف بكرهك للمارسة
الرياضة أو عدم تحملك لها وسط نظرات من يعرفونك عند إعترافك بالحقيقة.
يوجد الكثير من الطرق والأساليب المساعدة لك لكي تستطيع ممارسة الرياضة وتمارين اللياقة.
ستجد أن هناك صالات رياضية تعرف مناهج جديدة لتدريبات الياقة.
يجب أن تعرف أن دراسات علمية كثيرة قد أظهرت وأثبتت أن ممارسة الرياضة
والنشاط البدني بشكل منتظم -حتى بمعدلات معتدلة- يقلل من خطر أمراض القلب
والسرطان وارتفاع ضغط الدم والبدانة، ويعزز الأداء البدني والعقلي. الكثير
من الناس مازالوا يختاروا نمط الحياة الهاديء والمستقر بعيداً عن الجهد
والحركة، وهذا خطأ.
صدر تقرير عن مركز السيطرة على الأمراض CDC بأمريكا أن 55% من البالغين في
أمريكا لم يتحرك بما فيه الكفاية في عام 2001 مع العلم أن التوصيات العلمية
والأبحاث الطبية قد أوضحت أن المعدل المتوسط من الحركة والنشاط تكفي لأن
تقوم بـ 30 دقيقة من النشاط البدني في معظم أيام الاسبوع. وذكرت مؤسسة
غالوب للرعاية الصحية أن 45% من الأمريكين مارسوا نشاط بدني بشكل منتظم في
عام 2002 مما يعني أن النسبة قد هبطت.
يقول الخبراء أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يكرهوا ممارسة الرياضة، وتشمل:
التخويف: يوجد الكثير من الخوف والترهيب حيث يذكر كيلي كلابريس الخبير
الرياضي، أن المجال أصبح مربك جدا للناس من كثرة العروض والحصص والبرامج
التدريبية المختلفة التي جعلت الناس تُشكك في تأثير تلك البرامج وهل هي
مفيدة لهم. أيضاً يوجد الكثير من الحرج لدى البعض من عدم إستطاعته إستخدام
الأجهزة الرياضية في صالات الرياضة والجية.
ضيق الوقت: فأصبح الكثير من الناس لا يملكون الوقت للتدريب لمدة ساعة في
اليوم. ويقول غانينج نيكول أحد أصحاب شركات مستخضرات تجميل واللياقة
البدنية: خاصة الأمهات العاملات لا يجدن وقتاً بسبب وظيفتهم وأولادهم ولا
يعرفون كيفية إدارة وقتهم بشكل يتناسب ويحسنوا إستغلاله. وأغلب الناس
يفضلوا أن يذهبوا في مواعيد ترفيه مع أصدقائهم أو يضيع الوقت في أي شيء لا
يفيد على أن يستغلوه في التمارين الرياضية أو الذهاب إلى صالة ألعاب
رياضية.
الصور السلبية لممارسة الرياضة: حيث أن الكثير من الناس لديهم ذكريات سيئة
مع ممارسة الرياضة، قد يكونوا مروا بذكريات ولحظات غير جيدة في صالات
ممارسة الرياضة مما جعلهم يكرهوا الرياضة وأن يمارسوها.
بطء النتائج: حيث أن ظهور نتائج ممارسة الرياضة على الناس يأخذ وقتا قبل أن
تظهر النتائج على أجسامهم. الناس يريدون حبة سحرية أو شيء يشربوه وبه ينقص
وزنهم أو تتحسن أجسادهم. فالناس يفكرون في الوسيلة الأفضل والأسرع
والاسهل، وهذا عكس ممارسة الرياضة تماما.
المال: يعتقد الناس أنهم لا يستطيعوا تحمل تكاليف الإشتراك في نادي صحي أو
أن يشتروا جهاز رياضي. أيضاً لديهم مخاوف من أن يضيع المال بدون الإستفادة
منه. بدون وجود تشجيع من أحد قريب منك فإنه من السهل أن تتخلى عن فكرة
ممارسة الرياضة في نادي صحي أو شراء جهاز رياضي.
الدافع: مهما كانت الأعذار لعدم ممارسة الرياضة، فإن السبب الأكبر لعدم
الحركة وممارسة الرياضة هي عدم وجود الدافع. وهناك من قام بممارسة الرياضة
وتعب في ذلك وفشل في إحداث التغيير على جسمه، فذلك يعود لعدم صبره، فالدافع
ليس موجود لدىك إذا التمارين وممارسة الرياضة قد لا تستمر طالما إفتقدت
الدافع.
وهناك تساؤل هام يطرحه الكثيرين من "كارهي التدريب"، هل سأكون قادراً على مواجهة التمارين يومياً بدون خوف أو كره؟
ويُجيب الخبراء: يمكن أن تتحول الكراهية إلى تحمّل، ولربما الحب. فقط إصبر وثابر أثناء التمارين وداوم عليها.
أعثر على شيء تستمتع به: فكما يُقال: إذا كنت لا تحب ما تفعله فإنك ستُهمله
ولن تلتزم به. إذا كنت غير متأكد مما تريده، فإبحث وإستكشف. إلتحق بتمارين
السباحة أو تسلق الجبال والعدو. حاول كل تلك التمارين حتى تعثر على ما
يحركك وتحبه عقلياً وجسدياً.
حدد أهدافك: قم بكتابة أهدافك وإعادة النظر فيهم من وقت لآخر. ولتكن واقعي،
إذا بدأت المشي لمدة 10 دقائق فلا تظن نفسك قادراً على الدخول في سباق
مارثون. أهدافك يمكن أن تبدأها على المدى القصير ومع الوقت تتطور وتصل إلى
أهداف على المدى الطويل. حدد أهدافك بشكل محدد وواضح وحدد لها وقت لتحقيقها
وقم بالمتابعة بإستمرار حتى تتم خلال الإطار الزمني الذي قمت بوضعه.
قم بممارسة التمارين في الصباح. حيث تظهر الإحصاءات أن الناس تلتزم بشكل
أكبر مع برنامج اللياقة البدنية إذا كان التمرين أول مايفعلوه في الصباح.
ويقول الخبراء أن الإلتزام بالتمارين الصباحية تُلزم المتدرب به لإنه لا
يجد أي عذر لإن يومه سيبدأ به ولن يكون قبله أو خلاله شيئاً يشغله عنه.
عمل جدول للتمارين: قم بعمل مخطط لمواعيد التمارين. قم بعمل جدول لشهر كامل
قبل بداية الشهر، وكتابة اليوم والوقت للتمرين. وإذا قمت بإلغاء موعد
تمرين قم بتعويضه بموعد آخر على الفور.
ممارسة الرياضة مع أحد آخر وليس وحدك يساعد كثيراً ويشجع على الإستمرار
والإلتزام. فوجود إلتزام من الصديق أو الزوج يزيد من إلتزامك وإستمرارك.
كافأ نفسك. قم بوضع أهداف تريد أن تبلغها، وعندما تبدأ في تحقيقها قم
بمكافأة نفسك عليها، وفي نفس الوقت ضع أهداف أخرى أكبر وأصعب. فمثلاً،
عندما يمكنك أن تكمل السير على الأقدام لمدة 30 دقيقة أو القيام ب10 مرات
ضغط، قم بمكافأة نفسك على ذلك بقميص جديد أو بنطال أو مهما كان. إذا
إستمريت في برنامج التدريب الرياضي لمدة 12 أسبوع، قم بشراء حذاء جديد لك
كمكافأة. ولا تضع الطعام كجائزة أو مكافأة.
تابع تقدمك بالجدول. بذلك تكن قد عرفت مدى تقدمك وتستطيع تقييم نفسك وتقييم
لياقتك البدنية عندما تبدأ البرنامج (إذا لم تكن مشترك بنادي صحي أو رياضي
فقم بكتابة جدول التمارين بنفسك مثل الأوزان، مؤشر كتلة الجسم، وسجل إذا
ماكانت قادر على ممارسة الرياضة في اليوم الأول) وخلال ثلاثة أشهر سترى مدى
تقدمك ومدى تحسن لياقتك ومرنة جسدك.
إستخدم تمارين الجسد والعقل. فيمكنك أن تبدأ بجلسات مثل اليوجا والتي من
شأنها أن تساعدك على التركيز على التنفس والتمدد. ويقول الخبراء: من شأن
اليوجا أن تساعدك على التنفس والإستفادة من الأكسجين الذي ينعكس على وضع
العضلات، ويساعدك في تفريع الضغط والتوتر ويحسن من أداء عضلة القلب.
ويعتقد خبير اللياقة Kimiecik أن تحمل التمارين ليس كافياً لإستمرارك،
فإكتشافك للمتعة في التمرين سيوصلك إلى حب التمارين وحب الرياضة. كما يقول
أن معظم الناس لا يحبون التمارين لإن المعلومات التي تصلهم عن ممارسة
الرياضة تجعلهم يتصورا أن شيئاً صعباً ولا يستطيعوا تحمله.
يعلم الناس أن الرياضة تساعدهم على العيش حياة أطول بصحة جيدة، ولكن ذلك
ليس كافياً لتحفيزهم ودفعهم نحو ذلك. فمثل تلك الدوافع ليست كافية للناس
للمدى الطويل، فهؤلاء الناس يريدون تأثير ونتائج بشكل يومي على المدى
القصير، وهو ما يجعلهم لا يهتمون بالرياضة ومدى أهميتها وفائدتها على المدى
الطويل في حياة الفرد.
فالناس الذين يستمرون في ممارسة الرياضة والحفاظ عليها يكون الدافع لديهم داخلي في المقام الأول.
والناس الذين يصرون على ممارسة الرياضة بشكل مستمر ومنتظم هم الذين يتمتعون
حقاً بالحركة والتحرك. ومن أكثر أخطاء خبراء الرياضة والتمارين أنهم
دائماً ما يوجهون التركيز على مدى إحساس الممارس للرياضة بشعوره بعد
التمرين وأنه مفيد، ونادراً ما يتحدثون عن أهمية الرياضة والتمارين في
الحماية من الأمراض.
كيف تختار نوع الرياضة المناسب والذي تفضله وسوف تحبه؟
إبحث عن التمارين التي تجعلك تشعر أنك حي وتجعلك تستمتع، وللقيام بذلك فكر
في: كيف تريد أن تشعر عند ممارسة الرياضة؟ هل تريد أن تشعر بالسرعة أم تريد
أن تشعر بالجهد من القوة؟ أما تريد أن تشعر بالضغط؟
وبعبارة أخرى، إحرص على ربط النشاط العقلي بالجسدي، ربط العقل بالجسم.
ويقول خبير التمارين Kimiecik أنه ليس من السهل أن تستمر وتحافظ على
الرياضة من غير حافظ داخلي، فذلك أقرب للمستحيل خصوصاً ان ستشعر بالملل
والروتين من غير الحافز الداخلي.
لكي تصبح شخص مداوم ومحافظ على التمارين بشكل منتظم يجب أن تبحث عن دافع
يجعلك قادراً على البدء بجدية ومن ثم يدفعك إلى الإستمرار في التمارين،
ويجب أن لا تستسلم لأي من العقبات التي قد تمنعك في ممارسة التمارين
والرياضة وأن تستمر فيها.